الدكتور حسام بدراوي طبيب وسياسي مصري
حسام بدراوى: الأيديولوجيات سقطت فى العالم
كتابه الأهم «التعليم الفرصة للإنقاذ»
متى تطبق الديمقراطية، قلت إنها بصورتها الغربية لم تنفذ فى أى من دول العالم النامى إلى الآن، فالشعوب يحكمها دائما واحدة من أربعة، القوات العسكرية، أو الايديولوجية الدينية، أو التكتلات الاقتصادية، أو الأيديولوجيات التى يصنعها الانسان، مثل النظام الشيوعى أو الاشتراكى، وقد مات هذا النظام مثلا، بموت الاتحاد السوفيتى، وقد رفضنا فى مصر الايديولوجية الدينية فى ثورة 30 يونيو، مثلما رفضت كثير من دول العالم النامى أن تحكم تلك الايدلوجية، وفى العالم كله لم يتبق سوى التكتلات الاقتصادية مع القوات المسلحة.
فالتطور التكنولوجى وسطوة الـ «سوشيال ميديا»، أفقدا الأحزاب كثيرا من قدراتها التقليدية مثل حشد الجماهير وخلافه، الآن الرئيس يكلم الناس على الهواء مباشرة ودون وسيط، والحقيقة أننا فى مصر ما زلنا متمسكين بالشكل الحزبى القديم، وهو شكل لم ينجح فى يوم بالفوز بالسلطة، فما يحدث هو أن الحاكم إذا كان له حزب، فإن حزبه يسمى بـ «الحزب الحاكم»، وفى الدول النامية عادة، لا توجد أحزاب حاكمة، سوى الأحزاب التابعة أو القريبة من السلطة الحاكمة، بينما الديمقراطية فى العالم الغربى، تتجه نحو اليمين المتطرف، وانظر لما يحدث الآن فى فرنسا والمانيا، حتى الولايات المتحدة الامريكية، نجح رئيس خارج عن حزبه.
ما أقصده هو أن الشكل التقليدى للأحزاب قد انتهى، وما أعتقده هو أن التطور الحاصل فى المشهد العالمى، لن يمكن الأحزاب السياسية التقليدية فى مصر من العمل، وأنه يجب أن يكون هناك شكل آخر للممارسة السياسية، لأن الخيارات التى ستكون مطروحة فى المستقبل القريب، سوف تعتمد بالأساس على الكفاءة والانجاز، أكثر من الايديولوجيا، بينما ستكون الأحزاب مجرد محتوى، فالمستقبل سيعتمد فقط على إطلاق قدرات الفرد، لأنه أصبح أكثر تأثيرا، والعديد من الاحداث حولنا تقول بوضوح إن أفرادا قلائل يمكن أن يقوموا بحركات كبرى، وأن يصححوا أفكارا، نحن الآن نستطيع أن نقول إن الـ «سوشيال ميديا» غيرت نموذج الحكم والمعارضة.
احترام هذا التراكم الجينى الحضارى فى الشعب المصرى، أنت عندما تتحدث عن نشطاء فأنت تتحدث عن جزء صغير جدا من الشعب المصرى، وهم أصحاب الأيديولوجيات، لكن ما يسمى بـ «حزب الكنبة» عندما يتحرك فإنه يحرك معه كل الأشياء،
النخبة المصرية لها دور مهم جدا، وهى تنقسم فى رأيى إلى نوعين، أحدهما صامت ولا يتحدث الا مع نفسه، والثانى وهو النخبة الحاكمة، واتساع مساحة الحرية يخلق بالضرورة مناخا صحيا لتبادل وجهات النظر، بل و بدائل سياسية جديدة غير مطروحة، اما إذا أغلقنا الآذن، فإننا نسير فى اتجاه واحد، دائما ما يدفع ثمنه شخص واحد، وأنا أراهن دائما على النية الحسنة لقادة البلاد، ولدى ثقة بأنها ترغب حقيقة فى الانجاز، وربما يكون الخلاف فقط فى الوسائل التى قد أراها أنا بشكل، ويراها آخرون بشكل آخر، لكن ثقتى أن النخبة الحاكمة ستستمع جيدا.
الرأسمالية المصرية لعبت فى أوقات عديدة أدوارا مهمة، ولا تنس أنها أسهمت فى بناء جامعة القاهرة ومستشفى العجوزة، إلى جانب مؤسسات أخرى عديدة، وقد جلسنا قبل نحو عامين كممثلين لأكبر 15 جمعية أهلية، وانتهينا الى أننا أنفقنا نحو 16 مليار جنيه على التنمية الاجتماعية فى مصر، وهو مبلغ لم يشعر به أحد، لأن الاعلام لا يسلط عليه الضوء بالشكل الكافى، نحن لدينا ناس محترمة جدا فى العمل الاهلى، تقوم بأعمال عظيمة لكن لا يسلط عليها الدور بشكل كاف.
تعليقات
إرسال تعليق