حبس طبيب بنى سويف المزيف على ذمة التحقيقات

ررت النيابة العامة فى بنى سويف، حبس شخص ٤ أيام على ذمة التحقيق، انتحل صفة طبيب، ووقع الكشف على المرضى داخل عيادته الخاصة.
وكانت حملة من إدارة العلاج الحر والتفتيش الصيدلى، بمديرية صحة بنى سويف، وبالاشتراك مع مباحث التموين، تلقت معلومات بقيام شخص يدعى «م.ع» ٣٢ سنة، بإدارة عيادة خاصة داخل أحد المنازل بإحدى القرى بمركز بنى سويف، ويوقع الكشف الطبى على المرضى منتحلا صفة طبيب.
توجهت الحملة التى ترأسها العقيد دكتور محمد محفوظ، رئيس مباحث التموين، إلى محل البلاغ، وتبين وجود مرضى داخل صالة بشقة فى انتظار توقيع الكشف الطبى عليهم، ومطبخ بداخله آلات جراحية، وتم ضبط المتهم أثناء توقيع الكشف الطبى على أحد المرضى، وبتفتيش غرفة الكشف تم العثور على كارنيه نقابة أطباء وترخيص مزاولة مهنة الطب، يشتبه فى صحتهما، وإثبات قيد يفيد أنه طالب بالفرقة السادسة بكلية الطب، وعدم وجود أوراق لترخيص العيادة.
كما ضبطت الحملة أدوية سارية الصلاحية ومسجلة بوزارة الصحة وأدوية منتهية الصلاحية وأدوية تأمين صحى خاصة بوزارة الصحة، وعينات مجانية وأدوية مهربة وأدوية جدول ثان مؤثرة على الحالة النفسية والعصبية، وجهاز سونار وسرير كشف وجهاز ضغط وسماعة وأدوات جراحية تستعمل فى عمليات ختان الإناث والذكور، ودلت التحريات الأولية على أن المتهم طالب مفصول من كلية الطب بجامعة الفيوم وينتحل صفة طبيب.
وتبين للحملة أن الشخص المنتحل لصفة طيب يحضر يومياً إلى العيادة لتوقيع الكشف الطبى على المرضى فى جميع التخصصات واستغل فقر المرضى واحتياجاتهم وجهت الحملة إليه تهم مزاولة مهنة الطب بدون ترخيص وانتحال صفة طبيب وتزوير فى أوراق رسمية وإدارة منشأة طبية بدون ترخيص.

+++++++++++++++++

طبيب بـ"بكالوريوس تجارة" يا وزارة الصحة.. تفاصيل كشف الطبيب المزيف "شمس".. اسمه محمود "خريج كلية التجارة ويعمل فى صالة أفراح".. مارس الطب 26 يوما وكتب أدوية.. ومدير المستشفى: خدع الأطباء والعاملين


17 فبراير 2018

فى مشهد يبدو هزليا، تجاوز الفنان عادل إمام حقيقة أنه مجرد طالب طب، وتعامل باعتباره طبيبا وهو يحاول إنجاز أمر ما فى إطار صراعه مع الجزار حلاوة العنتبلى فى فيلم "على باب الوزير"، وما فعلته الكوميديا فى مشهد عابر بفيلم سينمائى، فعله محمود حامل بكالوريوس التجارة فى مستشفى دكرنس العام بالدقهلية.
القصة الغريبة وبعيدة المدى فى المأساوية والهزل، بدأت بدخول شاب على قسم الطوارئ فى استقبال مستشفى دكرنس العام، معرّفا نفسه بأنه طالب فى الفرقة السادسة بكلية الطب، وأنه سيعمل مهم فى طوارئ الاستقبال طبيبا تحت التمرين، ورغم غرابة الموقف وتوقع أن يستوقف أحدا من أطباء أو موظفى المستشفى، إلا أن هذا لم يحدث، ومرّ الشاب خريج التجارة على عقول أطباء وممرضى وموظفى الصحة، ليصبح طبيبا بقراره الفردى.

لعدة أسابيع، عمل حامل بكالورويوس التجارة أعمال الأطباء فى المستشفى، لم يسأله أحد عن هويته، ولم يطلب منه أحد مستندا يثبت علاقته بالطب أو دراسته له، استمر الشاب الذى عرّف نفسه باسم "الدكتور شمس" ممارسا مهام طبيب تحت التمرين فى استقبال مستشفى دكرنس العام، وسريعا عقد صداقات وعلاقات إنسانية وطيدة مع عدد من الأطباء والممرضين وأفراد الأمن، ومرت 26 يوما كاملة على دخوله المستشفى وممارسة حياته داخله بشكل طبيعى، بل وتصديه لبعض المهام الطبية وخياطة الجروح وحقن المرضى بـ"البنج".
الدكتور شمس، أو "محمود" خريج كلية التجارة العامل فى قاعة أفراح، نجح بقليل جدا من الجهد فى خداع الجميع، ومارس مهام الأطباء فى غفلة من إدارة المستشفى ومن جهات الرقابة بمديرية الصحة، وقع الكشف على المرضى، وخيّط بعض الجروح، وحقن حالات بالبنج، وكتب أدوية وعلاجات لحالات أخرى من المترددين على المستشفى بعد الكشف، وبعد طلب "الأشعة" منهم والنظر فيها وتشخيص الحالات من خلالها، وكأن وزارة الصحة قد تركت مستشفياتها مشاعا، ومندوبيها فى إدارة هذه المستشفيات والرقابة عليها، قرروا أن العمل فى الطب من حق الجميع، طالما قرروا أن يكونوا أطباء.

صلة قرابة بين مريضة وأحد الأطباء تفضح الطبيب المزيف

مرت الأيام على "محمود"، أو الدكتور شمس كما أحب وقرر أن يكون، وساعده التسيب فى المستشفى وأجهزة وزارة الصحة على أن يكون ما أراد دون أى تأهيل أو جدارة، وتعامل خلال هذه الأيام مع عشرات الحالات، ومرت الأمور بسلام، وكان مقدرا أن تستمر هكذا لولا مريضة تجمعها صلة قرابة بأحد أطباء المستشفى.
بدأت قصة الكشف عن الطبيب المزيف بدخول مريضة للمستشفى مصابة بجرح قطعى فى اليد، أجرى "محمود" أو الدكتور شمس عملية خياطة للجرح، ولسوء حظه كانت المريضة ترتبط بصلة قرابة بأحد أطباء الجراحة فى المستشفى، الذى رأى الحالة بعد تعامل الطبيب المزيف معها، فتعجب من شكل الخياط وسأل عن هوية الطبيب الذى نفذها، وتتبع الأمر وصولا إلى قسم الاستقبال، ليلتقى "محمود" ويحدثه عن الخياطة التى نفذها للحالة، ليشك فى هويته فيطلب منه الاطلاع على كارنيه كلية الطب.
شعر "محمود" بتورطه والاقتراب من انكشاف السيناريو المحكم الذى وضعه وينفذه منذ أسابيع، فرفض الاستجابة لطبيب الجراحة وإظهار كارنيه كلية الطب له، اتسعت دائرة الحوار وتدخل أطباء آخرون، طالب الجميع بالكشف عن هوية "الدكتور شمس"، وبعد شد وجذب وصراع واشتباك، اكتشفوا أنه ليس الدكتور شمس كما قال لهم وصدقوه وتعاملوا معه، وإنما "محمود. م. م"، 26 سنة، خريج كلية التجارة ويعمل فى إحدى قاعات الأفراح، ليقرر الأطباء تسليمه لنقطة الشرطة بالمستشفى، التى حررت محضرا بالواقعة برقم 3403/ 2018 جنح، تمهيدا لعرضه على النيابة العامة لتولى التحقيق.
الواقعة الغريبة التى شهدها مستشفى دكرنس العام بالدقهلية على مدار عدة أسابيع، ولم تثر حفيظة الأطباء أو شكوكهم وقتها، يبدو أنها كانت مكشوفة للغاية وغير منطقية، وأن سبب تمريرها عدم الاهتمام بالتثبت من حالة الطبيب المزيف وأوراقه الثبوتية، فبحسب أحد أطباء المستشفى، رفض الكشف عن هويته، "كان شكل الشاب لا يدل على أنه طبيب أو يتعلم الطب، لكن إحنا لم نستعلم عنه، لأن أحيان كتيرة بييجى لنا طلاب الطب للتدريب من غير كارنيهات وأوراق، لكن فوجئت بمستواه وهو بيطلع على أشعة لمريض وبيتكلم معاه، ومن كلامه عرفت إنه ملوش صلة بالطب".
ويضيف الطبيب، فى تصريح لـ"اليوم السابع": "تحدثت معه بشكل ودى فى ذلك، وأكد لى أنه فى كلية الطب، إلا أن بعض العاملين والأطباء قالوا إنه دخل استراحة الأطباء مصطحبا سيدة، وعندما سألوه عن الأمر قال إنها مريضة وكانت تستعلم منه عن شىء، وفى هذا الوقت تحديدا قررت التعرف على هويته، لنكتشف لاحقا أنه ليس طالبا فى كلية الطب كما ادعى، ويتم تسليمه للشرطة".
على الجانب الإدارى، قال الدكتور علاء حبيب، مدير مستشفى دكرنس العام، إن المستشفى شهد إلقاء القبض على الشاب محمود، بعدما انتحل صفة طالب بالفرقة السادسة بكلية الطب، وقال للأطباء والعاملين فى قسم الطوارئ إنه يتلقى التدريب فى المستشفى، وبعد الشك فيه والاطلاع على هويته، تبين أنه خريج كلية التجارة وليس طبيبا أو طالبا فى كلية الطب.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيروس كورونا: هل تستطيع تجنب لمس وجهك لتفادي الإصابة بالفيروس؟

11 مرضاً تسبب تغيّرات في الشخصية