فوضى التخصصات الطبية فى مصر (٢)
فوضى التخصصات الطبية التى تؤدى إلى حيرة المريض وسؤاله المهم.. إلى أى تخصص أتجه؟
أولًا.. جراحة التجميل:
هو أحد التخصصات الدقيقة من الجراحة العامة، ويتطلب لممارسته الحصول على رخصة من نقابة الأطباء وإدارة العلاج الحر بوزارة الصحة، وهو الأمر الذى لا يحدث كثيرًا للأسف فى أماكن كثيرة، وكذا فى الكثير من البرامج الإعلانية على الشاشات التى تتناول التجميل، فالمجال أصبح للأسف مفتوحًا أمام الهواة والباحثين عن الشهرة والمال على حساب المريض، ومن هنا يأتى التنبيه بضرورة التأكد من وجود هذه الرخصة عند الطبيب قبل أى إجراء طبى.
ثانيًا.. السمنة والتخسيس وأمراض التغذية:
أحد تخصصات الأمراض الباطنية التى تستلزم الحصول على دبلوم أو زمالة فى التغذية العلاجية من المعهد القومى للتغذية قبل الممارسة، ولكن إذا نزلنا إلى أرض الواقع فسنرى عجبًا أو لنقل وضعًا مؤسفًا لا يجب أن يستمر؛ فهناك الحاصلة على بكالويوس التجارة وهناك أطباء العلاج الطبيعى والتخدير والباطنة غير الحاصلين على شهادة التخصص الفرعى، ومن هنا انتشرت تجارة علم التغذية ونظم التغذية وتجارة الأعشاب والتجارة بالدين، والمطلوب وبقوة السيطرة على هذه الفوضى بفرض عقوبات تصل إلى الشطب من النقابة والتحويل إلى النيابة إذا لزم الأمر مع ضرورة تدعيم المعهد القومى للتغذية وزيادة فروعه فى المحافظات
ثالثًا.. الأوعية الدموية:
كثيرًا ما يختلط الأمر عند المريض فى هذا التخصص فالأوعية الدموية تشمل الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية التى تربط بينهما والأمراض التى تصيبها قد تكون من اختصاص الطبيب الباطنى أو الجراح، فهناك تخصص باطنى فى بعض أمراض الأوعية المناعية مثل الذئبة الحمراء وغيرها، وكذا جلطات الأوعية بأنواعها، كما أن هناك تخصصا جراحيا فى أمراض أخرى تتطلب تدخلا جراحيا مثل تمدد الشريان الأورطى وحالات القدم السكرى وغيرهما.
رابعًا.. الأعصاب:
هناك أيضًا خلط كبير فى معنى كلمة طبيب أعصاب فهناك الطبيب الباطنى المتخصص فى هذا المجال مثل حالات الصرع والشلل الرعاش والتهابات الأعصاب بأنواعها والتصلب المتعدد وجلطات المخ وغيرها، وهناك جراح المخ والأعصاب الذى يختص بكل أشكال التدخل الجراحى فى الجهاز العصبى مثل أورام المخ والنخاع الشوكى والانزلاق الغضروفى الذى يحتاج تدخلا جراحيا وغيرها.
خامسًا.. الروماتيزم والمناعة الإكلينيكية:
هو أحد التخصصات الدقيقة من الأمراض الباطنية والذى يتعامل مع الأمراض المناعية بكافة أنواعها مثل الروماتويد بأنواعه والذئبة الحمراء وغيرهما كثير، وهذا التخصص الدقيق يختلف كلية عن تخصص آخر مهم يتعامل مع أمراض الجهاز الحركى وإصاباته وهو العلاج الطبيبعى والتأهيل الذى يعمل بالتعاون مع الطبيب الباطنى والجراح فى مثل هذه الحالات.. ولا يجب الخلط بين التخصصين من أجل صحة المريض التى تعلو فوق أى أغراض أخرى.
سادسًا.. الأمراض الجلدية والتناسلية:
من المهم أن يعرف المريض المصرى أن تخصص الأمراض التناسلية وأمراض الذكورة قد انفصل منذ سنوات طويلة عن تخصص الأمراض الجلدية ولا يجب الخلط بينهما كما نرى فى كثير من العيادات للأسف الشديد وكذلك الخلط بين تخصص جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة وذلك من أجل وقف تجارة علاج العقم والضعف الجنسى التى انتشرت للأسف فى الفترة الأخيرة.
خلاصة الأمر.. لا بد من إعادة الهيبة للتخصصات الطبية من أجل احترام قدسية مهنة الطب من جهة ومن أجل احترام المريض المصرى وحقه فى العلاج الطبى الرفيع من جهة أخرى، كما ينبغى على المريض أن يدقق قبل الاختيار وعلى الطبيب أن يكون أمينًا مع مريضه.
تعليقات
إرسال تعليق