التخصصات الطبية الدقيقة
زيادة الرواتب وتقديم حوافز تشجيعية
التخصصات الطبية الدقيقة .. عزوف من المواطنين يفاقمه غياب البورد
يواجه القطاع الطبي في مختلف دول العالم نقصاً في التخصصات الطبية الدقيقة، مثل التخدير والأعصاب وجراحة المخ، مقابل تخمة في بعض التخصصات، التي تدر على أصحابها مبالغ طائلة مثل الأمراض الجلدية والتجميل، التي فاقت حاجة السوق لكثرتها.
ضرورة وضع استراتيجية اتحادية موحدة تشترك في وضعها كل الجهات المعنية لتوجيه المواطنين إلى دراسة التخصصات الطبية النادرة، إلى جانب تقديم حوافز تشجيعية وحافز إضافي للأطباء الذين يقتصر دورهم فقط في العمل على المستشفيات مثل العناية المركزة والطوارئ والتخدير.
من أهم أسباب عزوف المواطنين عن التخصصات الطبية الدقيقة، غياب البورد الذي يقف عقبة أمام خريجي كليات الطب في الدولة، لأن الكثير منهم يصعب عليهم السفر للخارج لمواصلة الدراسة، إلى جانب طول مدة الدراسة في هذه التخصصات، وضعف الإرشاد الأكاديمي، داعين إلى الإسراع في إنشاء البورد ، وتوقيع اتفاقيات مع جامعات عالمية لتدريب الأطباء المواطنين داخل الدولة، وزيادة الرواتب والمخصصات المالية للأطباء بالتخصصات الدقيقة، ومراجعة نظام الترقيات لهؤلاء الأطباء.
وقال الدكتور سهيل الركن، استشاري طب الأعصاب في مستشفى راشد ورئيس شعبة الأعصاب في جمعية الإمارات الطبية إن التطور الكبير الذي شهدته الدولة خلال الـ45 عاماً الماضية في المرافق والمنشآت الصحية ونوعية الخدمات الموجودة لم يصاحبه تطور كبير في مجال التدريب الطبي، حيث ما زالت الدولة تعتمد على إرسال الأطباء إلى خارج الدولة لدراسة بعض التخصصات الطبية.
هناك 3 دول مجاورة يوجد لديها برامج للتدريب مثل المملكة العربية السعودية التي لديها البورد السعودي ويستطيع الطبيب السعودي الحصول على أدق التخصصات مثل جراحة الدماغ، وجراحة قعر الدماغ، إضافة إلى تخصصات أخرى في طب الأعصاب والقلب وغيرها، وفي سلطنة عمان لديهم أيضاً البورد العماني وفي الكويت لديهم البورد الكويتي والتخصصات النادرة.
عدم وجود البورد الإماراتي يقف عقبة أمام خريجي كليات الطب المواطنين في الدولة لأن الكثير منهم يصعب عليهم السفر للخارج لمواصلة الدراسة في التخصصات الطبية الدقيقة نظراً لطول المدة أو لأسباب وظروف عائلية.
++++++++++++++++++++++
التخصصات الدقيقة عملة نادرة والطلب يضاعف الرواتب
"رحم الله أيام زمان" عندما كان الطبيب العام يعالج الأمراض كافة، فطبيب الأسنان كان يعالج مشكلات الفم، والباطنية يعالج الجهاز الهضمي والسكري والضغط والكولسترول وحتى أمراض القلب.
مع تطور الطب أصبح هناك تخصصات مختلفة، أي بمعنى أن الطبيب عقب التخرج يدرس سنتين أو ثلاث سنوات للتخصص في مجال معين، ثم ظهرت التخصصات الطبية الدقيقة، فأمراض الأسنان مثلًا صار لها تخصصات عدة مثل الجذور والتقويم والتركيبات والزراعة واللثة وهكذا في باقي التخصصات والمريض بات على درجة كبيرة من الوعي ليسأل عن الطبيب المناسب لعلاج مشكلته.
بعض التخصصات لا يوجد بها سوى طبيب واحد كاللثة والتخدير والطوارئ وجراحة قلوب الأطفال وسكري الأطفال والأمراض الجينية، وأخرى لا يوجد بها أي طبيب كالمسالك البولية النسائية.
وبالتالي فإن توفير الكوادر الطبية في التخصصات الدقيقة ليس من السهولة بمكان خاصة وان هؤلاء الأطباء مطلوبون في كل دول العالم، والطبيب الناجح في بلده لا يمكن أن تفرط به دولته، وللتغلب على هذه المشكلة لجأت معظم الجهات الصحية الرسمية في الدولة لابتعاث الأطباء المواطنين لمواصلة دراساتهم العليا واستقطاب الخبرات العالمية لإجراء العمليات المعقدة لتدريب الأطباء العاملين في منشآتها الصحية لإكسابهم الخبرات العملية، ولكن السؤال المطروح اليوم: كيف سيتم توفير الكوادر الطبية في التخصصات الطبية الدقيقة لإدارة مثل هذه المشاريع؟.
مشكلة عالمية
الدكتور علي بن شكر رئيس جمعية الإمارات الطبية، قال: "موضوع التخصصات الطبية الدقيقة مشكلة ليس لدولة الإمارات فحسب وإنما في جميع دول العالم خاصة وان مثل هذه التخصصات بدأت منذ سنوات قليلة، وبالتالي فإن حجم الطلب عليها محلياً وعالمياً كبير، وأمام العرض والطلب ارتفعت أسعار هؤلاء الأطباء ثلاثة إضعاف الطبيب العام
دراسة ميدانية شاملة لعشر سنوات مقبلة بالتخصصات الطبية التي نحن في أمس الحاجة إليها،
مشيراً إلى أن وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة العدل لديهما حوافز لتشجيع الأطباء للالتحاق بالطب الشرعي.
معظم الأطباء يلجؤون إلى التخصصات الأسهل مثل الجلدية وطب الأسرة لأسباب أنها تخلو من المناوبات الليلية، في حين ما زال لدينا نقص حاد جداً في التخصصات الطبية الدقيقة مثل جراحة الأعصاب والقلب والأوعية الدموية والجراحات التجميلية الترميمية والفك والرأس والشبكية وجراحة أعصاب الإذن وطب الأطفال الخدج والأطفال والتخدير والطوارئ.
وأورام الرأس، ومثل هذه التخصصات يجب أن تكون رواتبها أعلى من التخصصات الأخرى، لأن فرص العمل لديهم في القطاع الخاص أقل مما هو متاح للأطباء الآخرين، ومن هنا نلاحظ ان هناك عزوفاً من قبل الأطباء المواطنين للتخصصات الطبية التي يقتصر مجال العمل بها على المستشفيات الحكومية.
وبالتالي لا بد ان تكون رواتبهم أعلى مع مميزات أفضل لتشجيعهم على الانخراط في مثل هذه التخصصات
وصلت رواتب بعض الأطباء المعروفين في التخصصات الطبية الدقيقة النادرة بين 150_ 200 ألف درهم شهرياً وبالتالي بقي حجم الطلب على هذه التخصصات سيد الموقف على المدى البعيد.
مصر لاستقطاب الأطباء للعمل في منشآتها الصحية، وخصصت موقعاً الكترونياً على موقعها على الانترنت للإعلان عن الشواغر المتوفرة لديها والتخصصات المطلوبة
بعض التخصصات الطبية الدقيقة مثل جراحة الأعصاب والأورام والطوارئ عليها طلب عالمي كبير.
تعليقات
إرسال تعليق