الفرق بين الطبيب العام وطبيب الأسرة +++++++***
،ونمشي مع طالب العلم الذي اختار مهنة الطب بعد التخرج من الثانوية العامة ونبحر معه في هذه السنوات السبع من التحصيل العلمي وسهر الليالي. فبعد الثانوية العامة يقوم طالب مهنة الطب بمسيرة تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات لكي يظفر بعدها بشهادة البكالوريوس في الطب والجراحة.
تبدأ الانطلاقة إلى التطبيق العملي حيث يمضي الخريج سنة تدريبية في احد المستشفيات التدريبية المعتمدة (سنة الامتياز) ومن ثم يستطيع استقبال المرضى ولكن طبعا تحت اشراف لفترة تعتمد من تخصص إلى آخر. وهنا يأتي حديثنا عن الفرق بين الطبيب العام وطبيب الاسرة.
فالطبيب العام هو الطبيب الحاصل فقط على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة واستمر في ممارسة المهنة لسنوات عديدة بدون التخصص في احدى فروع الطب العديدة وتكونت لدية الخبرة في معالجة جميع الامراض بشكل عام وبدون شهادة تخصص معتمدة.
اما طبيب الأسرة، وأتمنى من القارئ التركيز هنا، هو طبيب حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة وبعد أن أكمل سنة الامتياز التدريبية دخل في برنامج تخصصي معتمد ( كتخصص العيون أو جراحة القلب ويطلق على هذا التخصص «طب الاسرة
وتتراوح فترة البرنامج التخصصي بين سنتين إلى أربع سنوات من علاج المرضى وتوعيتهم في مختلف تخصصات الطب وبعدها يعتبر الطبيب اختصاصي في مجال طب الاسرة مثله مثل اي اختصاصي آخر، وهنا يأتي الالتباس على الكثير، إذ كان طبيب الأسرة يعالج جميع الامراض كيف يعتبر اختصاصيا (فالاختصاصي هو الطبيب الذي يعالج جزءا معينا في جسم الانسان) وما هو الفرق بينه وبين الطبيب العام الذي ايضا يعالج كل شيء؟؟
صحيح ان اخصائي طب الاسرة يعالج كل الأمراض، لكن طريقة وطبيعة العلاقة والتواصل والعلاج تختلف اختلافا كليا عن الطبيب العام. فطبيب الاسرة ينظر إلى المريض بنظرة شمولية اكبر من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية ويتابع نفس المريض في اغلب الاحيان وبالتالي تتكون علاقة ثقة بين الطرفين.
وأيضا عندما يصاب المريض بمرض معين، يكون هذا المرض ناتج عن عوامل عديدة نفسية واجتماعية بالإضافة إلى الجرثومة المسببة للمرض أو ان لم تجد. مثال ذلك شخص يأتي إلى العيادة بصداع.
قد يكون هذا الصداع ناتج عن مرض مثل الانفلونزا لكن ايضا قد يكون ناتجا عن ضغط العمل أو بعض المشاكل الاسرية. فبحكم علاقة طبيب الاسرة بالمريض والتواصل الدائم مع نفس المريض يستطيع الطبيب بالتعاون مع المريض الوصول إلى العلاج المناسب دون الحاجة إلى تحويل المريض إلى طبيب اخر.
اذا طبيب الأسرة أو العائلة هو أكثر من طبيب، حيث يستطيع المريض الرجوع اليه حتى بدون وجود اي مرض لاخذ الاستشارة لافضل سبل الوقاية من بعض الامراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم مثلا، وبدوره يقوم أخصائي طب الاسرة بتوجيه المريض لعمل بعض الفحوصات الوقائية وإعطاء بعض النصائح بين الفينة والاخرى لتعزيز صحة الفرد والوصول إلى مجتمع صحي وسليم.
ونحن لاننتقص هنا من دور الطبيب العام، لكن نشجع هؤلاء الاطباء على مواصلة طلب العلم وتطوير مهاراتهم والحصول على هذا التخصص حيث اصبحت الكثير من البرامج التخصصية المعتمدة في مجال طب الاسرة متوفرة في الدولة، ولايوجد حد اقصى في العمر لطلب العلم .
اختصاصي طب الأسرة والصحة المهنية هيئة الصحة بدبي
++++++++++++++
ونحن كأطباء عائلة، يجب أن نتعامل مع المريض بكل الجوانب: أعراضه الجسمية، حياته الاجتماعية، وصحته النفسية.
أفضل جوانب هذا التخصص
أولا: أن طبيب العائلة لديه الخبرة في التعامل مع كافة أنواع الأمراض التي يستقبلها، فهو أول طبيب يجب أن يراه المريض عند مرضه، لذلك هو يتعرض لكمّ هائل من المرضى الذين يشتكون من أعراض تختلف عن بعضها بعضا، والتي لا يمكن أن يتعامل معها أي طبيب آخر.
ثانيا: طبيب العائلة يعالج المريض، ككل، كأن يأتي المريض بأمراض مزمنة، فيجب على الطبيب أن يتعامل أيضا مع تأثير هذه الأمراض على حياة المريض وعلى صحته النفسية، فكلها تلعب دورا في علاج المريض بصورة أفضل، إذا ما تم علاجها.
ثالثا: بما أن طبيب العائلة هو أول طبيب يجب أن يراه المريض، لذلك هناك دور أساسي له، وهو نشر التوعية الصحية، وهي مهمة يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من مهنته العلاجية، لأن الوقاية خير من ألف علاج.
فطبيب العائلة تقع على عاتقه مسؤولية تغيير السلوك الصحي للمجتمع، لذا يجب أن يكون لدى الطبيب دافع قوي لأن يمارس ذلك، حيث إن نشر التوعية الصحية مهمة صعبة جدا، خصوصا أنه يتعامل مع شرائح مختلفة من المجتمع، لذلك يجب أن يستخدم لغة سهلة ومفردات مفهومة للمرضى تساعد في نشر التوعية الصحية بصورة فعالة.
نصيحتي لكل طبيب يريد مزاولة هذا التخصص، أن يمارسه تحت ظل متابعة كل ما هو جديد في الطب (الطب المبني على الأدلة والبراهين العلمية)، لأن مزاولة تخصص طب العائلة تحتاج إلى تعلم وتحديث مستمرين للمعلومات، لمواكبة آخر التطورات العلمية والعلاجات الحديثة.
إذا تمت ممارسة تخصص طب العائلة بالشكل الصحيح، والاهتمام به بشكل جيد، فإننا سنلاحظ أن عدد المرضى المراجعين في المستوصفات سيكون أقل، وعدد الذين يحولون إلى المستشفيات سيكون أقل، الأدوية التي تصرف من دون حاجة ستكون أقل، وبالتالي أقل التكاليف للدولة، بالإضافة إلى توفير الوقت والجهد للمريض والطبيب والطاقم الطبي ككل.
+++++++++++++++++++++++++
تعليقات
إرسال تعليق