نظام جديد لتدريس الطب في الجامعات المصرية

2018

نيل شهادة بكالوريوس الطب والجراحة خمس سنوات فقط عوضاً عن ستة وعامين للتدريب العملي عوضاً عن عام واحد.

قال حسين خالد، رئيس لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات ووزير التعليم العالي الأسبق، “لا تعترف الكثير من دول العالم كالولايات المتحدة الأميركية وكندا وإنجلترا واستراليا بخريجي كليات الطب المصرية، نحتاج لتحديث نظامنا التعليم لمواكبة النظام العالمي المتبع لتدريس الطب.”

تقوم منظمة الصحة العالمية سنوياً بإعلان أسماء كليات الطب المعترف بها على مستوى العالم، طبقاً لمعايير يضعها الإتحاد العالمي للتعليم الطبي للتأكد من تدريس الكليات للحد الأدنى المطلوب من المعلومات فى الطب وفق نظام ساعات معتمدة وبصرف النظر عن عدد سنوات الدراسة.

قال خالد “بدأ العمل بهذا النظام منذ حوالي 10 سنوات، مع منح فرصة حتى 2023 لكل دول العالم لتوفيق أوضاعهم، ولن يتم بعد ذلك الاعتراف بشهادات الدولة التى لن تطبق النظام الجديد مما دفعنا للبدء باعتماد النظام الجديد هذا العام.”

يخضع الطلاب الجدد فقط للنظام الجديد، في حين يستكمل الطلاب الملتحقين سابقاً بالدراسة دراستهم وفق النظام القديم. لكن سيتعين عليهم لاحقاً معادلة شهاداتهم في حال أرادوا ممارسة المهنة خارج البلاد.

يعتمد نظام الدراسة الجديد على الدمج بين المقررات العملية والنظرية، بحيث يدخل الطلاب للمشافي منذ السنة الدراسية الأولى. في حين يدرس الطلاب وفق النظام القديم مواد علمية بشكل نظري كالتشريح وظائف الأعضاء على مدى ثلاث سنوات ليسمح لهم بعدها ببدء التطبيق العملي في المستشفيات. كما يحتاج الطلاب لتمضية عام كامل في التدريب العملي قبل نيل الشهادة في حين أن النظام الجديد يتطلب عامين من التدريب الميداني. بالطبع تطلب تطبيق النظام الجديد تغييراً في المناهج بين دمج لبعض المواد وحذف لأخرى تتضمن تكراراً لمعلومات ترد في مقررات أخرى، مع العلم أن أخر أنه لم يتم تطوير التعليم الطبي في مصر منذ عام 1911 بحسب خالد.

قال خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بكلية الطب في جامعة عين شمس، “لايوجد مشكلة في تقليص عدد سنوات الدراسة، فجوهر التعليم الطبي في العالم كله يعتمد على اكساب الطالب مهارات في التشخيص والعلاج من خلال مقررات وساعات محددة.”

مع ذلك، لايبدو تطبيق النظام الجديد أمراً سهل التطبيق في مصر نظراً للأعداد الكبيرة التي تلتحق بكليات الطب كل عام مما يجعل التدريب العملي الفعلي أمراً شبه مستحيل. إذ تقبل كليات الطب الحكومية، والبالغ عددها 20 كلية، ما يزيد عن 9 آلاف طالب وطالبة سنوياً، يتخرج منهم سنويا ما يزيد عن ستة آلاف أي نحو 70 بالمئة منهم بحسب إحصاءات المجلس الأعلى للجامعات. في حين يتخرج سنوياً من الجامعات الخاصة، والتي تشمل 3 كليات للطب، ما يقارب ألف طبيب سنوياً.

كما أن متوسط تكلفة تعليم طالب الطب في الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا  تتراوح بي 20 إلى 25 ألف دولار أميركي سنوياً، بينما في مصر لا تتعدى حاجز الـ 350 دولار سنويا بحسب سمير.

تتفق منال الصواف، أستاذة التشريح وعلم الأجنة بكلية الطب جامعة طنطا، مع سمير حول صعوبة تطبيق النظام الجديد بسبب “أعداد الطلاب المهولة،” على حد قولها.

قال محمد سالم، طالب وفق النظام القديم بكلية الطب جامعة المنصورة، “الطلاب الجدد محظوظون لأن النظام الحالي يتيح عام واحد فقط للتدريب العملي وهو غير كاف أبدا، في حين أنهم سيحظون بفرصة العمل بالمستشفيات منذ السنة الأولى تحت إشراف الأساتذة.”


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيروس كورونا: هل تستطيع تجنب لمس وجهك لتفادي الإصابة بالفيروس؟

11 مرضاً تسبب تغيّرات في الشخصية