منظمة الصحة العالمية
منظمة وليدة لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في عالم غربي تسيطر عليه الولايات المتحدة الأميركية، وكانت مستقلة عن التأثيرات الخارجية في بداية تأسيسها عام 1948م، لكنها مع مرور الوقت بدأت تفقد استقلاليتها وتخضع لرغبات مموليها واتجاهات جماعات الضغط والشركات الرأسمالية التي باتت تؤثر في قراراتها بشكل كبير
قضايا الفساد التي تورطت فيها منظمة الصحة العالمية بسبب فقدانها لاستقلاليتها، منها قضية منتجات لبن الأطفال الضار صحيا والتي أنتجته شركة "نستله" (nestle) خصيصا لأسواق الدول الفقيرة، حيث تغيب الرقابة الصحية، كما ترتفع معدلات المواليد في سياق من الفقر والفساد الحكومي وانتشار الأمية والجهل وإصابة الأمهات بسوء التغذية والأنيميا، مما جعل أسواق تلك البلاد كنزا ذهبيا لشركة "نستله" (nestle)، وعبر إستراتيجيات التسويق والترويج والإقناع بالطرق المشروعة وغير المشروعة كافة لاستبدال حليب الأم باللبن الصناعي، انخفضت نسب استخدام لبن الأم لتغذية الأطفال في البلدان الأفريقية من 100% عام 1870م إلى 14% في 1970م
بدأت موجات التشكيك في الإستراتيجيات التسويقية للشركة مع تواتر الأبحاث حول ضرر هذه الألبان الصناعية المغشوشة على صحة الأطفال حديثي الولادة، ثم في عام 1979م أجرت منظمة الصحة العالمية تصويتا لصالح ضبط عملية التسويق داخل هذه الدول الفقيرة حتى لا يُتَلاعب بصحة المواطنين. كانت نتيجة التصويت 118 لصالح تقنين الوضع، وصوتا واحدا فقط ضد التقنين: الولايات المتحدة الأميركية، نظرا لعلاقتها الوطيدة مع شركة "نستله" (Nestle) التي كانت تتحكم في ثلث سوق بدائل لبن الأم الذي كان يبلغ حجمه حينذاك 3 مليارات دولار سنويا[6].
انصاعت المنظمة لرأي الولايات المتحدة، وفضّلت الحفاظ على تمويلها القادم من أميركا بدلا من حماية شعوب تلك الدول الفقيرة من جشع الشركات الأميركية. وقد نشأت حركة "قاطعوا "نستله" (Nestle)" التي ترى أن الشركة تنتهك صحة الأطفال في دول العالم النامية وتدعو إلى مقاطعة منتجاتها تزامنا مع تلك الفضيحة اللا أخلاقية التي وقعت فيها منظمة الصحة العالمية[7].
تعليقات
إرسال تعليق