الخداع الطبي
يروجون لمثل هذا الخداع على عمل إعلانات تليفزيونية أو مقالات مدفوعة الأجر في بعض الصحف التي لا تتوخى الحذر في نشر معلومات طبية.
الإنترنت وإنتشار شبكات التواصل الإجتماعي أصبح موضوع نشر معلومات طبية خاطئة أكثر سهولة من ذي قبل فكل من يجلس أمام شاشات الكمبيوتر أو يحمل هاتفاً خلوياً أصبح قادراً على نشر أو إعادة نشر أي معلومة طبية بدون أي تدقيق أو تمحيص.
وصف مادة عشبية على أنها علاج لعرض مثل فالأنيميا (فقر الدم) ليست أكثر من عرض لمشكلة أخرى. فهناك أنيميا بسبب نقص الحديد وهناك أنيميا بسبب نقص فيتامين بي 12 أو نقص حمض الفوليك.
أنيميا نقصان الحديد قد يكون سببها نقص تناول الحديد في الغذاء وقد يكون سببها زيادة فقدان الحديد من الجسم بسبب قرحة في المعدة أو بسبب تدمير الخلايا الخاصة بإمتصاص الحديد في الجهاز الهضمي كنتيجة لأحد الأمراض التي لها علاقة بجهاز المناعة. ولذا فإن من يزعم أن هناك علاج "للأنيميا" فهو في الحقيقة يمارس درجة عالية من الخداع لأن الأنيميا ليست مرض بالمعنى الدقيق للكلمة ولكنها عرض أو أحد أعراض مرض أو أمراض أخرى. فهل هناك عشب يعالج كل هذه الأمراض التي قد تسبب الأنيميا او فقر الدم؟
هذا لا يمنع من وجود أعشاب لها فوائد صحية عديدة في علاج أمراض بعينها ولكن لا يعني ذلك قدرتها على علاج "عرض" قد يتسبب فيه العشرات من الأمراض.
ومن الأمثلة الأخرى على عملية "الخداع الطبي" هو ذكر معلومة طبية دون ذكر مصدرها العلمي. فعلى سبيل المثال نجد البعض يقول في بعض البرامج أن "العلم" أثبت أن العلاج الفلاني هو أفضل علاج لمرضى السكر.
أين نجد هذا "العلم" للتحقق من هذه المعلومة ومدى صحتها وهل هناك مصدر طبي أو علمي نستطيع الرجوع إليه للتاكد من هذه المعلومة والتي قد تكون محض خيال؟
وتتم عملية الخداع الطبي لأسباب عديدة مثل محاولة زيادة معدلات البيع لبعض المنتجات أو لزيادة إنتشار بعض المجلات والصفحات الإلكترونية عبر نشر المعلومة في شبكات التواصل الإجتماعي أو لمنع الناس من قبول دواء معين لمصلحة دواء آخر.
نشر الوعى الطبي في المجتمع والإرتقاء بالثقافة الطبية والصحية قد يساعد على زيادة وعي المجتمع مما قد يقلل من قدرة "الخداع الطبي" على إيقاع ضحايا جدد.
تعليقات
إرسال تعليق