طبيب لم يأخذ جنيهاً من مريض !

الأطباء نجحوا في زراعة كل شيء بجسم الإنسان، إلا الضمير.

 الدكتور أحمد شقير، أستاذ ورئيس قسم جراحة المسالك والكلى الأسبق بجامعة المنصورة، الذى أفنى عمره فى صمت لخدمة فقراء المرضى من خلال عمله فى المستشفى الحكومى فقط، ولم يتقاضَ جنيهاً واحداً من مريض طوال حياته، ولم يفتح عيادة خاصة، وما زال يعمل من أجل الإنسانية، وهو من أفضل 500 طبيب فى تخصصه على مستوى العالم، وصاحب أكبر رصيد من زراعة الكلى محلياً وعالمياً، ومحترف فى كتابة المقال العلمى، ومحكّم دولى ورئيس تحرير المجلة العربية للكلى والمسالك.د. شقير خلال إدارة مركز الكلى فى المنصورة، تلك المؤسسة الطبية العالمية العريقة، كان يواصل العمل ليلاً ونهاراً، وقام بتشغيل غرف العمليات والعيادات الخارجية بضعف الطاقة، مما ساعد فى القضاء على قوائم الانتظار، وتعليم صغار الأطباء، وكان قدوته العلامة الجليل د. محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى الشرق الأوسط الذى أرسى قاعدة تفرغ أعضاء هيئة التدريس، بحيث من يعمل فى المستشفى الحكومى لا يعمل فى القطاع الخاص.د. شقير لم يجمع أموالاً ولم يمتلك عقارات،

ولكنه يستحوذ على حب واحترام كل المتعاملين معه، وهو نموذج مصرى مشرف فى جميع الأوساط العلمية الدولية، وتشعر معه أن مصر ما زالت بخير.قصدت الكتابة عن هذا النموذج المحترم، لأننا نسمع حالياً عن ممارسات طبية غريبة علينا مثل انتشار البرامج الطبية مدفوعة الأجر بالقنوات الفضائية، 

والتى استمرارها بهذا الشكل سوف تكون له عواقب وخيمة على الوطن والمواطن، رغم أن هناك ضوابط بشأنها كان وضعها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ولكنها حبيسة الأدراج، أيضاً الإعلانات الكثيفة فى الفضائيات لترويج الأدوية التى تعالج كل الأمراض، وكذلك انتشار برامج التخسيس والسمنة والتغذية وضيوفها غير المتخصصين والذين يتسببون فى كوارث للمواطنين، بالإضافة إلى ظاهرة بيع الأدوية فى العيادات الخاصة وكذلك إعلانات الأطباء التى تكدست بها الشوارع والطرق والكبارى، كل هذه فوضى فى مجال الطب يجب أن تختفى تماماً، لأنها لا تسىء فقط لأصحابها، ولكن لمصر كلها كما أنها تسىء للجهود الكبيرة المتميزة التى تبذلها الدولة فى مجال الصحة.نحن فقط نحتاج إلى وقف فوضى البرامج الطبية مدفوعة الأجر والإعلان عن الأدوية والأطباء فى وسائل الإعلام، مع الفصل بين العام والخاص، بمعنى أن من يعمل فى المستشفى الحكومى لا يفتح عيادة خاصة ولا يعمل فى القطاع الخاص، ومؤكد أن لدينا عشرات الآلاف من الأطباء الشرفاء المحترمين أمثال د. أحمد شقير لهم جميعاً كل الاحترام والتقدير، وتحيا مصر بأبنائها المخلصين.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيروس كورونا: هل تستطيع تجنب لمس وجهك لتفادي الإصابة بالفيروس؟

11 مرضاً تسبب تغيّرات في الشخصية