أن تصبح مريضًا يجعلك طبيبًا
دورة أو دورات لفترة زمنية محدودة كمريض (يتم إدخاله المستشفى وتنويمه)، وبضعة أيام كمراجع للعيادات الخارجية والصيدلية والمختبرات إن لزم الأمر، وبعض الإدارات الصحية؛ ليرى بأم عينه، ويعيش ما يتعرض بعض المرضى من تعامل أثناء مراجعتهم أو وجودهم بالمستشفى.
لا يعرف الشوق إلا مَن يكابده
عندما يمرض الأطباء، ويعيشون حياة ومعاناة المرضى، ويكونون على الجانب الآخر من حياة المستشفيات متذوقين بعض المرارة من جراء المعاناة التي قد يعيشونها، سيدركون أن وجهة نظرهم المهنية السابقة هي مجرد واحدة من وجهات نظر ممكنة عدة، وسيكتشفون كثيرًا من تشققات النظام الصحي التي لم يكونوا يعلمون بوجودها وهم على كرسي الإدارة أو الطب، وسيعيشون بعض المضايقات، صغيرة كانت أو كبيرة، لم يهتموا بها أبدًا كأطباء، وربما تُغيِّر نظرتهم للوضع، وتكون أحد مفاتيح تحسين الخدمات الصحية، والعمل للأفضل؛ ونرى مقولة "المريض أولاً" على أرض الواقع.
هل جرَّب طبيب يقاسي الألم ولو لوهلة المواعيد البعيدة؟ هل ذاق مرارة الانتظار لأزمنة طويلة في انتظار طبيب (أقل ما يقال في حقه مسكين)
هل جرَّب الطبيب كمريض الجلوس أمام طبيب لا يجيد الإنصات وسماع شكوى المريض، بل امتهن مقاطعته في كل جملة، وربما حكم بالكذب على المريض قبل أن ينتهي من سرد شكواه دون أن يمنحه الوقت الكافي لشرح مرضه وبث شكواه؟!
تعليقات
إرسال تعليق