عن العلاج بالحجامة والعسل
الحجامة نُسبت إلى النبى الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وإن صح أنها كانت فى حياته، فهى أيضاً كانت من نصيب الكفار وأبى لهب، فلا توجد أسانيد للنصح النبوى بها، فالنبى الكريم لم يبعثه الله فينا إلا ليتمم مكارم الأخلاق ولم يخبرنا رب العزة أنه مرسل للتداوى.
بعد كل هذا، يتبقى أثر الإدماء والتسبب فى فقر الدم، واحتمالية نقل العدوى الفيروسية من متحجّم لآخر عبر أدوات الحجّام، لا توجد كلية طب فى العالم أجازت الحجامة كإجراء علاجى، ولا يوجد بحث علمى واحد رصد أى فائدة منها، قد يقول قائل: ولكنى جربتها وفلحت!! بالطبع لن أكذبك، فهذا ما تظنه أنت بالإيحاء، وما أدراك ما الإيحاء.
2- التداوى بعسل النحل استقراءً للآية الكريمة «يخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»(النحل - 69)، وقد ظن البعض أن المقصد الربانى هو أن عسل النحل صيدلية للتداوى من أى مرض.
يا سادة يا كرام، هناك فرق بين لفظ «الشفاء» الوارد فى الآية الكريمة ولفظ «الإبراء». الشفاء ينصب على فك الغمة ورفع علل الصدور وهو الضيق، وهو مرادف للاعتلال النفسى- «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ» أما لفظ «الإبراء»، فهو علاج المرض العضوى مثل إبراء الأكمه، كما جاء بالقرآن الكريم.
(وَرَسُولاً إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّى أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ)، عسل النحل به كميات هائلة من سكر الفاكهة تكفى لإدخال مريض السكر فى غيبوبة وربما تنتهى بالوفاة، أما التداوى بلسع النحل، فهو ببساطة تجرّع كميات ضئيلة من السم (أى مادة مضرة لوظائف الجسم هى سم) ومغازلة جهاز المناعة وتحفيزه للتعامل مع السم، ولكن لا ضمانة بقدرة الجسم على التخلص من أثر لدغة النحل وقد تحدث الوفاة، ويزخر تاريخ الطب بضحايا لقرص النحل شأنه شأن النمل والعقرب والثعبان وقنديل البحر.
تعليقات
إرسال تعليق