هل الشهادة الجامعية تنفي صفة الجهل عن صاحبها؟

إن كان لدي ما يكفي من الخبرة في علاج ارتفاع ضغط الدم كونه يدخل في صلب الطب الباطني، إلا أنني في الوقت نفسه غير مؤهل كفاية لمعالجة أمراض شبكية العين، وقدرتي تقتصر فقط على معرفة بعض الأساسيات والخطوط العريضة في هذه الأمراض وإدراك وجود مشكلة بصرية تستدعي إحالة المريض لأخصائي طب العيون. وبالتالي فأنا جاهل! أي جاهل بهذا الأمر تحديدًا.

وإن كنت أعلم عن أمور الصحة والطب، لكنني وبكل تأكيد جاهلٌ تماماً في علوم أخرى لا علاقة لها بالطب كعلوم الفضاء والهندسة الإلكترونية وغيرها. وعندما نستخدم كلمة النبي "الأميّ"، فالمراد هنا هو الإشارة لمعجزة القرآن، التي نزلت على نبي لا يعرف القراءة والكتابة (بغض النظر عن التفسيرات الأخرى لكلمة أميّ).

وبالعودة لمثال أمراض الشبكية، فطبيب العيون لن يلوم الطبيب غير المختص بهذا الأمر لعدم معالجته للمرض.
وبالقياس على هذا المثال، فالأمريكي الأبيض الذي لم يخرج من قوقعته، أو يخالط أناس مختلفين عنه، لا يمكن لومه على كراهيته ومعاداته للأعراق أو الأديان الأخرى بالإشارة لما يحدث من حالات الإسلاموفوبيا المنتشرة في أمريكا. فمصدر معلومات هذه الشخص هي أسرته، ودائرته الصغيرة، ووسائل الإعلام التي قد تغذي مشاعر الكراهية.

– الجاهل المنفتح، هو الشخص المدرك لجهله، ولديه العقلية والرغبة بتعلم شيء جديد لم يكن يعرفه، لكن لم تتح له الفرص سابقاً.
– الجاهل الممانع، هو الشخص الغير معترف بجهله، والرافض لأي شكل من أشكال الانفتاح أو التعلم بالرغم من كل المحاولات. وقد يُفسر موقفه نتيجة لخوف لا شعوري من التغيير، فطبيعة الإنسان أساساً لا تميل إلى التغيير.
– الجاهل الظلامي، هو الشخص الذي يتبنى الجهل منهجاً، وقد يحارب ويمنع الأخرين من التعلم والاستنارة. وغالباً يعود ذلك إلى الخوف من فقدان السيطرة، أو أنه نابع من أفكار أصولية. ونجد أن هذه الحالة مترسخة أكثر في الدكتاتوريات أو التنظيمات الإيديولوجية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيروس كورونا: هل تستطيع تجنب لمس وجهك لتفادي الإصابة بالفيروس؟

11 مرضاً تسبب تغيّرات في الشخصية