اسأل مجرب ولا تسأل طبيب **********

Aug 19, 2021

التعلّم من تجارب الحياة يفوق ما يتعلمه الإنسان في المدارس والجامعات، والناجح في مدرسة الحياة هو الذي يخوض التجارب ولا يخشى الفشل، فالفشل في نظر الناجح هو محاولة يتعلم منها، وخطوة تقربه من هدفه في طريقه للنجاح.

 «كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ؟ وماذا يقرأ؟».

الناجح هو الإنسان المرتبط بعلاقة اجتماعية إيجابية في نطاق أهله وأصدقائه والنخب السياسية والاجتماعية والدواوين والمنتديات العامة، بما في ذلك من يخالفه في الفكر والرأي، والناجح أيضاً من يقدّم التغافل عن سفاسف الأمور وصغائرها، والناجح هو من يبذل الجهود لنفع الناس وخدمتهم والإحسان إليهم في ميادين العمل والحياة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المُؤمِنُ يألَفُ ويُؤلَفُ، ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ، وخيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ».

*

الطب بين المجرب والطبيب الإنترنت

May 5, 2020

 نحو ثلثي الأميركيين يلجأون إلى الانترنت للحصول على المعلومة الصحية ولا يختلف الوضع في معظم دول العالم.2017
ويعود سبب الاستعانة بالانترنت إلى سهولة الوصول إلى المعلومة في أي وقت ومن اي مكان دون الحاجة إلى التعرض لبيروقراطية المؤسسات الطبية وانخفاض التكلفة أو انعدامها وتراجع مستوى الثقة في بعض المؤسسات الطبية.

 لجأت بعض الشركات والمؤسسات الى تطوير برامج وتطبيقات ذكية ومتخصصة تعتمد على خوارزميات متطورة ومتشعبة تحاول ايصال الباحث إلى الجواب السليم، أو على الأقل تقوم بحصر الاجوبة الأكثر احتمالية، فظهر عدد كبير من المواقع التفاعلية التي تقوم بتحليل أعراض المريض أو الشخص الباحث عن المعلومة وقد تقوم بتوجيه بعض الاستيضاحات له ومن ثم تحاول إيصاله إلى التشخيص الدقيق.

باحثون من جامعة هارفرد قاموا باختبار مدى دقة هذه المواقع والتطبيقات من خلال تعريضها لاختبار باستخدام أعراض لأمراض معروفة بعضها منتشر واخرى نادرة واختبار مدى قدرتها على الوصول إلى التشخيص الدقيق أو حتى الاقتراب منه.

لكن النتائج لم تكن مشجعة؛ فقد كانت نسبة الوصول إلى التشخيص الدقيق لا تتعدى الثلث مع تباين كبير في الدقة بين المواقع المختلفة، والامر الاكثر خطورة ان اداء هذه التطبيقات كان الاضعف عندما تعلق الامر بالامراض الطارئة التي تستدعي تدخلا سريعا، ما يعطي المريض تطمينا زائفا قد يثنيه عن طلب المساعدة الطبية.

قد يقول قائل إن الأطباء من الممكن أن يجدوا انفسهم عاجزين عن الوصول للتشخيص الدقيق في بعض الحالات، وهو تساؤل مشروع لكن الفرق هنا أن الممارسة الطبية تحكمها مرجعيات وقوانين وقواعد معروفة تجعلها مسؤولة عن ممارساتها واخطائها وهذه جميعها غير متوفرة في الوقت الحاضر لدى المواقع والتطبيقات الالكترونية.

فالعامل البشري ما يزال محوريا ولن يكون بالإمكان الاستغناء عنه “على الاقل في المدى المنظور”، وحتى ذلك الحين لا يصح لنا ترديد مقولة “اسأل الانترنت ولا تسأل طبيبا”.

++++++++++++++++++

القطاع الطبي والتحول الرقمي

انترنت الأشياء” في المجال الطبي  ملامح مبتكرة في طريقة تقديم الخدمات الطبية


الإنترنت: عدو الطبيب الأول الذي حول عالمه إلى "قرية  صغيرة" 2016


اقتحم الإنترنت عالم الطب وجعلة "عيادة صغيرة"، ويومًا بعد يوم ازداد عدد المرضى الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن إجابات تتعلق بصحتهم، مما آثار العديد من القضايا الأخلاقية الشائكة بالنسبة إلى الأطباء.

وقال الدكتور كريس فيودتنر مسؤول الأخلاقيات الطبية بمستشفى فيلادلفيا للأطفال عبر البريد الإلكتروني "أصبح الإنترنت والانفتاح على كميات هائلة من المعلومات من المظاهر الدائمة للطريقة التي نفكر بها ونتعامل من خلالها مع مشاكلنا الصحية".

وقال فيودتنر "يجب أن يسأل الأطباء عما قرأه المرضى والأسر على الإنترنت ثم يناقشون هذه المعلومات بعناية لأن معلومات الإنترنت لا تكون مفيدة أحيانًا وتكون نافعة في أحيان أخرى، وفعل هذا يستغرق وقتًا وجهدًا لكن الثقة تبنى بالوقت والجهد".

 الموضوع ينطوي على قضايا تتعلق بالعدل لأنه لا تتوفر لجميع الأسر وسائل التواصل الاجتماعي ومهارات استخدام المنابر الإلكترونية لطلب الرعاية المطلوبة.

كارثة معلوماتية
وكشفت نتائج دراسة علمية حديثة في فبراير 2016، أن المعلومات الطبية على الإنترنت ناقصة وغير دقيقة وعفا عليها الزمن وهذا يسلط الضوء على التقييم المستمر لدقة المعلومات على الإنترنت.
موقع "Science Daily"، أن المرضى الذين يعتمدون على شبكة الإنترنت في البحث عن التوصيات والعلاج قد يضعوا أنفسهم في خطر كبير لتفاقم المرض الذي يبحثون عنه.

وأضافت الدكتورة جولين فيشر، أستاذة الطب في الشبكة الصحية الجامعية بجامعة تورنتو، أن المجتمع الطبى بما في ذلك المتخصصين يحتاجون إلى اتخاذ دور أكثر نشاطًا في ضمان وصول المعلومات الدقيقة للمرضى الذين يبحثون عن المعلومات الطبية عن طريق الإنترنت، لافتةً إلى أنه حتى في مواقع المؤسسات المرموقة هناك معلومات غير دقيقة.

*

يكفينا فخرًا أننا نصارع الموت من أجل الإبقاء على الحياة!

Oct 26, 2019

■ «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، هذا مثل شعبى يجب تغييره إلى «اسأل مجرب ولا تنسى الطبيب!»؛ ذلك لأن الطبيب تجاربه آلاف المرات عن أى مجرب، فضلاً عن أن الأساس العلمى هو الذى يعتمد عليه الطبيب فى الاستنتاج من تجاربه.
المثل الشعبى هو خلاصة تجارب شعب فى حقبة معينة فى ظروف معينة قد لا تصلح فى زمن آخر! مثلاً: إن كنت عاوز حاجة من الكلب.. قل له يا سيدى! كان هذا فى وقت الاستعمار، وظلم المحتل، أما الآن فلم يعد ويجب ألا يكون لهذا المثل وجود.
ولكن هناك أمثلة شعبية ثبتت حكمتها وصلاحيتها على مر الأزمان، مثلاً فى مشروع الإقدام على الزواج: أ- لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وستة أشهر! هذا المثل صحيح تماماً، وجدنا أن معدل نسبة الطلاق يتناسب تناسباً عكسياً مع هذا المثل! نسبة الطلاق تقل كلما زادت مدة التعارف، وتزيد كلما قلت.
ب- اللى تتجوز بسرعة تندم على مهلها! هذا صحيح ويؤكد ما جاء فى المثل الذى قبله. حـ- الزواج: أسرة من أسرة وليس فردا من فرد، يؤكد هذا.. المثل القائل: يا اللى تريد النسب على الأصل «الأسرة» دوّر.
■ تعريف الذكاء: هو أ- القدرة على التعلم.
ب- الاستفادة من التجارب الماضية.
حـ- قدرة الفرد على حل مشاكله اليومية.
والذكاء أنواع: أ- أكاديمى. ب- اجتماعى. حـ- سيكولوجى، بمعنى قدرة الفرد على فهم نفسية الآخرين.
د- رياضى «رياضيات». هـ- جسمانى: قدرة العقل على التحكم فى حركات الجسم «الجمباز».
و- سياسى: كذكاء مصر فى عدم إعلان الحرب على هتلر حتى تنجو القاهرة من الدمار مثل (لندن)، ثم إعلان الحرب على هتلر بعد أن تأكدت هزيمته حتى يكون لمصر نصيب فى تعويضات ما بعد الحرب!
■ توقفت حركة المرور بسبب الأمطار الثلاثاء ٢٢ أكتوبر فهل استفدنا من تجارب السنين الماضية أو حتى من تجارب الدول الأخرى مثل جزيرة بالى! أو حتى من ماضينا المشرق «البارون إمبان ومصر الجديدة»؟! لو أن اختيار المسؤولين بالكفاءة وليس بالقرابة، لتغير حال مصر!
■ سألت رجلاً حكيماً: ماذا علمتك الحياة؟ قال: الصبر أولاً، عدم الدخول فى قضايا أمام المحاكم ثاثياً. قص علىّ فكاهة معبرة: أراد أحدهم الالتجاء لمحام، فأخذه صاحبه إلى سيارة فارهة واقفة بداخلها رجل ضخم بسيجار هافانا، وعلى يمين السيارة شحاذ، وعلى يسارها شحاذ آخر! سأل صاحبنا، فكان الجواب: هذا هو المحامى بداخل السيارة، وعن يمينه بالخارج من كسب القضية، وعن يساره من خسرها!
■ تحية للدولة فى موضوع التأمين الصحى الشامل الذى بدأ فى بورسعيد، وبدأ تطبيقه فى محافظات أخرى، ليتنا نأخذ بتجربة بريطانيا التى طبقت ما جاء فى كتاب جورج برناردشو: حيرة الطبيب doctor،s dilemma، ويتلخص فى وضع حاجز بين يد الطبيب وجيب المريض، شريطة أن تكفل الدولة للطبيب راتباً يكفل له حياة كريمة، ذلك لأن الطبيب الجائع أو معدوم الضمير، أشد خطراً على المجتمع من أى مجرم!
فى مقدمة أحد الكتب الطبية كلمات تقول: الطب.. هذه المهنة النبيلة، يجب أن يكون الأطباء درجة أولى فى الأخلاق، درجة أولى فى الحكمة، درجة أولى فى الشخصية! قد يخطئ الطبيب ولكن يكفيه شرفاً وفخراً أنه يصارع الموت من أجل الإبقاء على الحياة!
سمعت كثيراً عن: ضبط وإحضار الدكتور فلان، ولم أسمع يوماً عن ضبط وإحضار الضابط فلان أو وكيل النيابة فلان أو القاضى فلان!!.

*
أشقاؤنا في بلاد الشام يطلقون على الطبيب وصف الحكيم، فيصبح المثل عندهم: «اسأل مجرب ولا تسأل حكيم». ونحسب أن وصف الطبيب بالحكيم موروث من الزمن الذي كان فيه أهل العلم والحكمة والفلسفة حمَلة سلّة واسعة متعددة من المعارف بينها الطب، وتكفي نظرة سريعة على أسماء مهمة في تاريخنا العربي الإسلامي للتأكد من ذلك.

 الطب حكمة بالتأكيد، لكن ليس كل طبيب حكيماً بالضرورة، وفي حالنا هذه التي نناقش فيها ثنائية المجرب والطبيب، فإن صفة الحكيم، لغةً، تنطبق على المجرب أيضاً، لأن التجربة تمنح صاحبها حكمة ودرساً، فخبراته في الحياة، بمرّها وحلوها على ما يقال، تجعله مختلفاً عن الشاب الغض الذي يجرب الأمور أول مرة، فهو لم يمتحنها من قبل، ولم يمتحن ما فيها من صعاب أو نجاحات، من سلبيات أو إيجابيات.

ميلان كونديرا في إحدى رواياته أشار إلى ما معناه أننا معشر البشر كائنات بلا تجارب إزاء الخيارات الشخصية في حيواتنا، فنحن نختار تخصصاً في الجامعة في مقتبل أعمارنا دون أن نكون عرفنا من قبل كُنه هذا التخصص بدقة، وهل يناسبنا أم لا، والشيء نفسه يقال عن أول وظيفة نختارها، وأول تجربة زواج نعيشها، ونصبح آباء أو أمهات أول مرة دون أن نكون قد امتحنا أنفسنا من قبل في هذا الدور أو الصفة.

فما أكثر البشر الذين لا يتعلمون من دروس الحياة، ويجدون أنفسهم، واعين أو غير واعين، يرتكبون الحماقات نفسها، وهذا القول لا ينطبق على الأفراد وحدهم، وإنما على الجماعات والملل والأمم، التي تكرر الخطأ مرة تلو المرة، ولن نكون ظالمين لو قلنا إننا، معشر العرب، واحدة من هذه الأمم.

سلامة موسى تناول موضوع «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب» في أحد مقالاته التي حواها كتابه «مشاعل الطريق للشباب»، وبدأه بالقول إن هذا المثل من الأمثلة التي تضرّ أكثر مما تنفع، فالعلم والطب يتقدمان بوتائر سريعة، وكذلك الأجهزة الطبية المستخدمة في العلاج، وبالتالي فإن الحكمة الموروثة قد لا تكون أكثر فاعلية من رأي الطبيب وخطته في العلاج.

فالتعميم، في جميع حالاته، منبوذ.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيروس كورونا: هل تستطيع تجنب لمس وجهك لتفادي الإصابة بالفيروس؟

11 مرضاً تسبب تغيّرات في الشخصية